علاج البواسير الخارجية بفعالية

طرق علاج البواسير الخارجية

تُعدّ البواسير من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب العديد من الأشخاص حول العالم. وتعتبر البواسير الخارجية إحدى أنواع البواسير التي تتشكل تحت الجلد المحيط بفتحة الشرج. قد تكون هذه البواسير مزعجة للغاية وتسبب الألم، الحكة، والنزيف في بعض الحالات. في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل طرق علاج البواسير الخارجية من خلال العلاجات المنزلية، العلاج الطبي، والجراحة، مع التركيز على مختلف الخيارات المتاحة، بما في ذلك الفوائد والمخاطر المرتبطة بكل نوع من العلاجات.

1. البواسير الخارجية: التعريف والأسباب

البواسير هي عبارة عن أوردة منتفخة أو ملتهبة تحدث في منطقة الشرج والمستقيم السفلي. تنقسم البواسير إلى نوعين رئيسيين: الداخلية والخارجية. البواسير الخارجية هي التي تتشكل تحت الجلد حول فتحة الشرج وتكون أكثر وضوحًا، حيث يمكن أن تكون مؤلمة ومؤذية خاصة عندما تتجلط الأوردة الدموية.

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور البواسير الخارجية، ومنها:

• الإمساك المزمن: يمكن أن يؤدي الضغط المستمر أثناء التبرز إلى تمزق الأوعية الدموية في المنطقة الشرجية.

• الحمل: يزيد الحمل من الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الحوض، مما يسهم في تكوّن البواسير.

• الجلوس لفترات طويلة: الجلوس لفترات طويلة خاصة على المرحاض قد يؤدي إلى ضغط زائد على الأوردة الشرجية.

• السمنة: الزيادة المفرطة في الوزن تزيد من الضغط على الأوردة، مما يعزز فرص الإصابة بالبواسير.

• التمارين المفرطة: بعض الأنشطة الرياضية العنيفة قد تؤدي إلى الإجهاد الزائد على منطقة الشرج والمستقيم.

2. العلاجات المنزلية للبواسير الخارجية

في بعض الحالات، يمكن علاج البواسير الخارجية باستخدام مجموعة من العلاجات المنزلية التي تساعد في تخفيف الأعراض والحد من الألم والالتهاب. هذه العلاجات تشمل:

أ. الحمام الدافئ (الحمام المقعدي)

الحمام الدافئ هو أحد العلاجات التقليدية التي تساعد في تقليل الألم والتورم المصاحب للبواسير الخارجية. حيث يمكن للجلوس في ماء دافئ لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة أن يساعد في تهدئة الأنسجة الملتهبة. يفضل إضافة بعض المواد الطبيعية مثل الملح الإنجليزي أو الخزامى لتعزيز تأثير التهدئة.

ب. استخدام الثلج

يُعدّ الثلج علاجًا فعالًا لتقليل التورم والألم الناتج عن البواسير الخارجية. يمكن وضع كيس من الثلج ملفوف في منشفة ناعمة على المنطقة المصابة لمدة 15 دقيقة، عدة مرات في اليوم. يساعد هذا في تقليل التورم وتحسين الدورة الدموية في المنطقة المصابة.

ج. المراهم والكريمات الموضعية

تتوفر في الأسواق العديد من المراهم والكريمات التي تحتوي على مكونات مسكنة للألم ومضادة للالتهابات مثل الهيدروكورتيزون أو حمض الزنك. يمكن استخدام هذه المراهم لتخفيف الألم والحكة التي تصاحب البواسير الخارجية.

د. الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف

البواسير غالبًا ما تتفاقم بسبب الإمساك، لذا فإن تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة يمكن أن يساعد في تسهيل عملية الإخراج ومنع الإمساك. كما يُنصح بشرب كميات كبيرة من الماء للمساعدة في تجنب الجفاف وتحفيز حركة الأمعاء بشكل طبيعي.

هـ. استخدام الورق المبلل أو المناديل المبللة

ينصح بتجنب استخدام ورق التواليت العادي الخشن الذي قد يزيد من التهيج حول فتحة الشرج. بدلاً من ذلك، يمكن استخدام مناديل مبللة أو ورق تواليت مخصص للبواسير لتقليل الاحتكاك والتهيج.

3. العلاج الطبي للبواسير الخارجية

إذا كانت العلاجات المنزلية غير فعالة في تخفيف الأعراض، فقد يوصي الطبيب بالعديد من العلاجات الطبية المتاحة. وتشمل هذه العلاجات الأدوية والإجراءات التي يمكن أن تساعد في علاج البواسير الخارجية بشكل أسرع وأكثر فعالية.

أ. الأدوية المسكنة للألم

في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مسكنات للألم مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين لتقليل الألم الناجم عن البواسير الخارجية. يمكن أيضًا استخدام المسكنات الموضعية التي تحتوي على مواد مخدرة مثل الليدوكائين لتخفيف الألم في المنطقة المصابة.

ب. العلاج بالألياف الغذائية

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بتناول مكملات الألياف أو أدوية مسهلة لتسهيل عملية الإخراج ومنع الإمساك الذي يزيد من تفاقم البواسير.

ج. العلاج بالحقن

إحدى الخيارات العلاجية التي قد يقترحها الطبيب في حال البواسير الخارجية هي الحقن بالمواد القابضة التي تساعد في تقليص الأوعية الدموية المنتفخة. يعتبر هذا العلاج فعالًا في علاج الحالات الخفيفة إلى المعتدلة من البواسير.

4. الجراحة في حالة البواسير الخارجية المتقدمة

في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لإزالة البواسير الخارجية. تشمل الخيارات الجراحية:

أ. استئصال البواسير التقليدي

يعتبر استئصال البواسير التقليدي من أكثر الطرق فعالية في معالجة البواسير الخارجية المتقدمة أو المزمنة. في هذه العملية، يقوم الجراح بإزالة الأنسجة المتورمة المحيطة بالشرج.

ب. التخثير بالليزر

يُعدّ التخثير بالليزر أحد الأساليب الحديثة التي يتم فيها استخدام الليزر لقطع الأنسجة المتورمة والقضاء على الأوعية الدموية المنتفخة. تتم هذه العملية باستخدام جهاز ليزر دقيق مما يقلل من المخاطر والألم بعد الجراحة.

ج. العلاج بالأشعة تحت الحمراء

يتم في هذه التقنية استخدام الأشعة تحت الحمراء لتسخين الأوعية الدموية المنتفخة وتخثيرها، مما يساعد في تقليل حجم البواسير.

د. الربط باستخدام المطاط

في هذه الطريقة، يتم وضع حلقة مطاطية حول قاعدة البواسير الخارجية لقطع إمداد الدم عنها، مما يؤدي إلى انكماشها وسقوطها في غضون أيام قليلة.

5. النصائح الوقائية لتجنب البواسير الخارجية

من الأفضل دائمًا الوقاية من البواسير بدلاً من علاجها، ويمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتقليل فرص الإصابة بالبواسير الخارجية. تشمل هذه النصائح:

• شرب كميات كبيرة من الماء يوميًا لضمان بقاء الأمعاء رطبة ومنع الإمساك.

• تجنب الجلوس لفترات طويلة على المرحاض، حيث يمكن أن يزيد الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الشرج.

• ممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز الدورة الدموية وتقليل فرص الإصابة بالإمساك.

• الحفاظ على وزن صحي للحد من الضغط الزائد على منطقة الحوض.

• تجنب الإجهاد أثناء التبرز: يجب تجنب الضغط الزائد أثناء عملية الإخراج لأن ذلك يمكن أن يزيد من تورم الأوعية الدموية في الشرج.

6. الخاتمة

تعتبر البواسير الخارجية مشكلة شائعة قد تؤثر على جودة الحياة اليومية. من خلال استخدام العلاجات المنزلية البسيطة، يمكن تخفيف الأعراض وتقليل الانزعاج الناتج عنها. في الحالات الأكثر تعقيدًا، توفر العلاجات الطبية والجراحة حلولًا فعّالة لتحسين الوضع وتخفيف الألم بشكل دائم. المهم هو أن يتم التشخيص الصحيح في وقت مبكر واتباع الخطوات الوقائية المناسبة للحفاظ على صحة الأمعاء.